الفكرة التنموية الجديدة وحل التناقض الاجتماعي الرئيسي في الصين

مصدر:"صحيفة قوانغمينغ اليومية" (القسم 11 في يوم 5 فبراير 2018)| مؤلف:تشن تسى روي بينغ بي يو | موعد الأصدار:2018-03-16

التقرير في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني أصدر التقدير الجديد حول التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا استنادا علي مستوى تطور القوى المنتجة ومستوي حاجة الشعب إلى الحياة والعوامل الرئيسية التي تؤثر على حاجة الشعب إلى الحياة، وأشار الي أن تحول التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا إلى تناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية، وذلك هو الابتكار النظري الرئيسي للتقرير في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني. وتغير التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا هو تغير تاريخي يتعلق بالوضع الكلي، ويطرح مطالبَ جديدة كثيرة لاستراتيجيات التنمية والفكرة التنموية للحزب والدولة. والتمسك بالفكرة التنموية الجديدة هو واحد من برامج شاملة أساسية للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد. والتمسك بالفكرة التنموية الجديدة وتحقيق التنمية الأعلى جودة وفعالية والأكثر عدالة واستدامة، يساهم في تسوية مشاكل عدم توازن التنمية وغياب كفايتها وتلبية حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة، وهو السبيل الوحيد لحل التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا . 

الفكرة التنموية الجديدة تساهم في تسوية مشاكل عدم توازن التنمية. وعدم توازن التنمية هو التناقض والمشكلة البارزة التي تواجهها التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا، ويتمثل في عدم توازن التنمية في مستوى القوى المنتجة وبين المناطق الحضرية والريفية وبين المناطق وبين الاقتصاد والمجتمع وبين الحضارة المادية والحضارة الروحية وغيرها من الجوانب، وهو الجانب الرئيسي للتناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا. والفكرة التنموية الجديدة تحتوي علي اتجاهات ووظائف تسوية مشاكل عدم توازن التنمية. والابتكار هو أهم القوى الدافعة لقيادة التنمية وسند إستراتيجي لبناء المنظومة الاقتصادية الحديثة، والتنمية المبتكرة يكون لديها أهمية كبري لتسوية مشاكل عدم توازن التنمية. ووسط البلاد وغربها والقواعد الصناعية القديمة في مناطق شمال شرقي البلاد وغيرها لا يمكن اللحاق بالركب من وراءها وكسب مزايا التنمية وتحقيق التنمية القفزية لتضييق الفجوة التنموية بينها وبين المنطقة الشرقية الا من خلال الابتكار في العلم والتكنولوجيا والأنماط الصناعية وأوضاع الإدارة. والتنمية المتناسقة تهدف إلى تقليص فجوة التنمية بين المناطق الحضرية والريفية وبين المناطق وإصلاح الحلقات الضعيفة للتنمية وتعزيز التنمية المتناسقة بين المناطق الحضرية والريفية وبين المناطق وبين الاقتصاد والمجتمع وبين الحضارة المادية والحضارة الروحية. والتقرير في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني طرح تنفيذ إستراتيجيات النهوض بالأرياف والتنمية الإقليمية المتناسقة، وذلك هو تنفيذ فكرة التنمية المتناسقة، ويسعي لتسريع دفع عملية التحديث الزراعي والريفي ودفع التنمية المتناسقة بين الحضر والريف من خلال إنشاء نظم وآليات ومنظومة سياساتية داعمة للتنمية الاندماجية بين الحضر والريف وتقويتها، ويسعي لإنشاء آلية جديدة أكثر فاعلية للتنمية الإقليمية المتناسقة ودفع التنمية الإقليمية المتناسقة من خلال تنفيذ استراتيجية التنمية المتباينة في المناطق المختلفة. ومنذ اختتام المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، انفتاح المناطق الداخلية والمناطق الحدودية شهد تقدما كبيرا، ولكن عموما لا تزال تكون الأراضي المنخفضة للانفتاح، ويكون لديها مزايا القوى العاملة الوفيرة والموارد الطبيعية الغنية والتحسين المستمر للبنية التحتية. ويدفع المناطق الداخلية والمناطق الحدودية تصبح من منخفضات الانفتاح الي مرتفعات الانفتاح وتشكل نمط انفتاح يتميز بالارتباط الداخلي والخارجي برا وبحرا والتآزر الثنائي الاتجاه شرقا وغربا من خلال تنفيذ التنمية المفتوحة وزيادة قوة الانفتاح، في عملية تعميق انفتاح المناطق الساحلية، وذلك يفضي إلى تشكيل نمط جديد للتنمية الإقليمية المتناسقة. وتقاسم ثمار التنمية يهدف الي تضيق الفجوة بين مجموعات مختلفة في مستوى المعيشة ومستوى الدخل ومستوي الضمان الاجتماعي، لكي تعود ثمار الإصلاح والتنمية على جميع أبناء الشعب بالمزيد من الخير وبصورة أكثر إنصافا والسعي لتحقيق التوازن بين الجماعات في مستوي التنمية. ولذلك، تنفيذ الفكرة التنموية الجديدة يعزز تسوية مشاكل عدم توازن التنمية من متعددة المجالات. 

الفكرة التنموية الجديدة تساهم في تسوية مشاكل غياب كفاية التنمية. وعدم توازن التنمية وغياب كفاية التنمية هما مشكلة تختلف بعضهما البعض ولكنها تتعلق بعضهما بالبعض. ومن ناحية، عدم توازن التنمية يشير أساسا الي هيكل التنمية، وغياب كفاية التنمية يشير أساسا الي مدي التنمية، وتركزان على نقاط مختلفة. ومن ناحية أخرى، أسباب عدم توازن التنمية تشمل غياب كفاية التنمية، وغياب كفاية التنمية يعزز عدم توازن التنمية، ويتعلق بعضهما بالبعض بشكل وثيق. والفكرة التنموية الجديدة لا يساعد فقط في حل مشكلة عدم توازن التنمية، ولكن أيضا تساعد في حل مشكلة غياب كفاية التنمية. ومشاكل غياب كفاية التنمية لبلادنا تتمثل في جودة التنمية وقوة الابتكار والضمان الاجتماعي والخدمات العامة وغيرها. والفكرة التنموية الجديدة تشمل اتجاهات ووظائف تسوية مشاكل غياب كفاية التنمية. والتنمية المبتكرة توفر قوة محركة جديدة على التنمية الاقتصادية، وذلك يساعد علي تحقيق تحول القوة الدافعة للتنمية الاقتصادية من المدفوعة بالاستثمار والمدفوعة بالعناصر الي المدفوعة بالابتكار، كما يساعد علي تحويل النمط التنموي وتحسين الهيكل الاقتصادي، ويقوم بتحسين نوعية التنمية من خلال الابتكار التكنولوجي، مما يقوم بتحقيق انتقال اقتصاد بلادنا من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة التنمية العالية الجودة وتعزيز مدى ومستوى الابتكار لحل غياب كفاية نوعية التنمية وغياب كفاية قدرة الابتكار لبلادنا. وغياب كفاية التنمية الريفية هي واحدة من الأسباب الهامة لعدم التوازن بين التنمية الحضرية والريفية، ومن خلال التنمية والتحسين المتناسقين للبنية التحتية الريفية ومنظومة الخدمات العامة، يساعد علي حل مشاكل غياب التنمية في الضمان الاجتماعي ومنظومة الخدمات العامة للمناطق الريفية. ومنذ اختتام المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، بلادنا حققت منجزات ملحوظة في بناء الحضارة الإيكولوجية، وازدادت جميع أنحاء البلاد بأسرها وعيا وحماسةً بتنفيذ فكرة التنمية الخضراء بشكل ملحوظ، ولكن محاربة التلوث ومسبباته لا تزال مهمة هامة لإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ولا يمكن حل مشكلة غياب كفاية الحماية الايكولوجية والبيئية إلا من خلال أخذ طريق التنمية الخضراء. وغياب كفاية الانفتاح هو  مشكلة تواجهها التنمية في بلادنا، ويقوم بتطوير الاقتصاد المنفتح على مستوى أعلى والمبادرة بالمشاركة في عملية العولمة الاقتصادية ودفعها وتعزيز حق القول النظامي في الحوكمة الاقتصادية العالمية من خلال التنمية المنفتح، خاصة مع تقدم بناء "الحزام الواحد والطريق الواحد"، وذلك يساعد علي توسيع مساحة الانفتاح وحل مشكلة غياب كفاية الانفتاح. وغياب كفاية الضمان الاجتماعي يكون أيضا المشاكل المعلقة التي تواجهها التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا حاليا، وإذا كنت لا يمكن حل هذه المشاكل على نحو فعال، سوف تؤثر تأثيرا سلبيا علي نوعية الحياة ومستوي الرفاه للشعب وتأخير عملية إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتقاسم ثمار التنمية هو الفكرة التنموية لحل غياب كفاية الضمان الاجتماعي، ويقوم بتحسين آلية الضمان الاجتماعي تدريجيا وتشكيل نظام الضمان الاجتماعي الذي يغطي سكان الحضر والريف من خلال تقاسم ثمار التنمية، وذلك يساعد علي تحسين مدى ومستوى الضمان الاجتماعي. ويمكننا القول بأن تنفيذ الفكرة التنموية الجديدة يعزز تسوية مشاكل غياب كفاية التنمية في من العديد من الجوانب. 

الفكرة التنموية الجديدة تساهم في تلبية حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة. ومع تحسين مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومستوي المعيشة، لم يطرح التوسع المتزايد لحاجة الشعب إلى حياة جميلة مطالبَ أعلى من الحياة المادية والثقافية فحسب، بل أدى إلى تزايد المطالب المتعلقة بـالديمقراطية وحكم القانون والإنصاف والعدالة والأمن والبيئة وغير ذلك من المجالات، وطرح التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا ويطرح التناقض الاجتماعي الرئيسي استجابة لهذا الطلب. والفكرة التنموية الجديدة تدفع تسوية مشاكل عدم توازن التنمية وغياب كفايتها لتلبية حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة في النهاية. وعلى وجه التحديد، يقوم بدفع مأسسة السياسة الديمقراطية الاشتراكية ومعايرتها وبرمجتها من خلال الابتكارات في النظريات والممارسات والنظم والثقافات وغيرها من المجالات، لضمان أن يقوم الشعب حسب القانون بإدارة شؤون الدولة عبر مختلف السبل والأشكال، وإدارة المشروعات الاقتصادية والثقافية والشؤون الاجتماعية، وذلك يساهم في تلبية حاجة الشعب المتزايدة في السياسة الديمقراطية والاستهلاك الثقافي. وفي عملية تحقيق التنمية المتناسقة للمناطق الحضرية والتنمية المتناسقة الإقليمية، يقوم بدفع متناسقا البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والبناء الحضاري الايكولوجي من خلال التنمية المتناسقة، الا لا يمكن تلبية حاجة الشعب الشاملة والغنية والمتزايدة بشكل أفضل. والخضراء هي جانب هام من جوانب تطلعات الشعب إلى حياة جميلة. وتتطلب التنمية الخضراء احترام الطبيعة والتكيف معها وحمايتها، والمثابرة على السلوك بثبات لطريق التنمية الحضارية المتصف بالإنتاج المتطور والحياة الميسورة والبيئة الإيكولوجية الطيبة. وفي عملية التنمية الاقتصادية، يقوم بتقديم مزيد من المنتجات الإيكولوجية الممتازة للوفاء بحاجاته المتزايدة إلى البيئة الإيكولوجية الرائعة وتحقيق التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة. ويقوم بتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي بين الدول وبين المؤسسات من خلال التنمية المنفتحة والمثابرة على وضع "الجذب من الخارج" و"التوجه نحو الخارج" على قدم المساواة، وذلك يساهم في تلبية حاجة الشعب المتزايدة الي الاتصالات الخارجية. وتقاسم ثمار التنمية هو مطلب جوهري للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ويقوم بتعزيز رفاة الشعب باستمرار وتعزيز الإنصاف والعدالة الاجتماعيين وتسليط الضوء على سعي نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الي الإنصاف والعدالة الاجتماعيين وضمانه من خلال تقاسم ثمار التنمية، وذلك يساعم في تلبية حاجة الشعب المتزايدة الي الإنصاف والعدالة الاجتماعيين. ولذلك التمسك بالفكرة التنموية الجديدة يمكن استجابة تطلعات الشعب من العديد من المجالات وتلبية حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة. 

علي الرغم من ان لا طرحت الفكرة التنموية الجديدة مباشرة ضد التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا، طرحت ضد التناقضات والمشاكل البارزة التي تواجهها التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا، والتناقضات والمشاكل البارزة هي المظاهر الملموسة للتناقض الاجتماعي الرئيسي لبلادنا، لذلك الفكرة التنموية الجديدة يكون لديها دور هام في حل التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا. ويمكننا القول أن الفكرة التنموية الجديدة هي الفكرة التنموية لحل التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا، والتمسك بالفكرة التنموية الجديدة هو المطلب المضمون لحل التناقض الاجتماعي الرئيسي في بلادنا. 

 (الكاتبان: تشن تسى روي  بينغ بي يو، هما دكتوراه كلية الاقتصاد والإدارة لجامعة جنوب الصين للمعلمين وعميد كلية الاقتصاد والإدارة لجامعة جنوب الصين للمعلمين)

ترشيحات للقراءة

版权所有中央党史和文献研究院

建议以IE8.0以上版本浏览器浏览本页面京ICP备11039383号-6京 公网安备11010202000010