تشيوي تشينغ شان: كيف يفهم ويستوعب قرار الجلسة الكاملة السادسة التجربة التاريخية لقرن من النضال

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني صباح يوم 12 نوفمبر 2021، مؤتمرا صحفيا لتفسير روح الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب. حيث أجاب رئيس معهد تاريخ ومؤلفات الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشيوي تشينغ شان، على أسئلة الصحفيين وقام بتفسير قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام.

مراسل صحيفة الشعب اليومية: اليوم، يقود الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ليتقدم بشكل لا رجعة فيه نحو النهضة العظيمة للأمة الصينية. كيف يفهم ويستوعب هذا القرار التجربة التاريخية لقرن من النضال؟ شكرا.

تشيوي تشينغ شان:

دعوني أجيب على هذا السؤال. على مدى مائة عام، قام حزبنا بتوحيد وقيادة الشعب في نضال عظيم، وسطر أروع ملحمة في تاريخ الأمة الصينية الممتد لآلاف السنين، واكتسب خبرات تاريخية ثمينة للغاية، تم تلخيصها تحت عنوان "التمسك بعشرة أمور" حسب القرار الذي تمت مناقشته وتمريره في الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني. وتتمثل الأمور العشرة في التمسك بقيادة الحزب والتمسك بوضع الشعب فوق كل شيء والتمسك بالابتكار النظري والتمسك بالاستقلال والتمسك بسلك طريق الصين والتمسك بوضع العالم ككل في اعتبارنا والتمسك بشق طريق للابتكار والتمسك بالجرأة على النضال والتمسك بالجبهة المتحدة والتمسك بالثورة الذاتية.

وأعتقد أن الأمور العشرة هي وحدة كاملة ومترابطة، تكشف بعمق عن الضمانة الأساسية لاستمرار نجاح الحزب والشعب، وتكشف عن مصدر قوة الحزب التي لا تقهر، وتكشف السبب الجذري لتمسك الحزب الدائم بزمام المبادرة في التاريخ. كما تكشف السبيل الأساسي لحفاظ الحزب الدائم على تقدميته ونقائه ولأن يكون دائمًا في طليعة العصر. لذلك فإن هذه التجارب الثمينة تتلخص من تاريخ حزبنا، وليست هبة من السماء وليست منسوخة من كتب، ولا منقولة من دول أخرى، بل حصل عليها الحزب الشيوعي الصيني من خلال توحيد وقيادة الشعب لاجتياز مصاعب كثيرة ودفع ثمن باهظ خلال المائة عام الماضية. هذه التجارب مليئة بالنجاحات والإخفاقات، وتم اكتسابها بالدم والعرق  وتشمل الحكمة والشجاعة، وهي نتيجة للتطور التاريخي ونتاج للممارسة التاريخية وبلورة للكفاح التاريخي وتجسيد للقوانين التاريخية. هذه التجارب هي الثروة الروحية الثمينة لحزبنا، وهي الدليل العلمي لحزبنا لقيادة مستقبل الصين.

وحول كيفية فهم واستيعاب التجربة التاريخية لنضال حزبنا الممتد لقرن من الزمن، أود أن أتحدث عن فهمي من جانبين.

أولاً، إن تلخيص القرار للتجربة التاريخية قائم على استيعاب الاتجاهات التاريخية وكشف القوانين التاريخية. وخلال المائة عام المنصرمة، كان الحزب قد قاد الشعب في خوض النضال البطولي بعزيمة لا تلين، مما خلق منجزات عظيمة للثورة الديمقراطية الجديدة؛ وقاد الشعب في الاعتماد على النفس وخوض النضال الشاق لتقوية البلاد، فسجل منجزات عظيمة في الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي؛ وقاد الشعب في تحرير العقول والمضي قُدُما بحزم وعزم، فحقق منجزات عظيمة في الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي؛ وقاد الشعب في تعزيز الثقة بالذات وتقوية الذات والابتكار مع مراعاة التقليد الصائب، فحقق منجزات عظيمة في الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. إذا نظرنا إلى الوراء على مدى مائة عام من التاريخ، نجد أن حزبنا قد قام بتوحيد وقيادة الشعب لخلق معجزات رائعة في تاريخ تطور الأمة الصينية، وتاريخ الاشتراكية العالمية، وتاريخ التقدم الاجتماعي البشري. ومن منطلق التكامل بين استمرارية التاريخ ومرحليته، يلخص القرار بعمق المسار العظيم والطريق العظيم الذي سلكه الشعب الصيني تحت قيادة حزبنا الموحدة على مدى المائة عام الماضية، ويلخص بعمق الخصائص المميزة للحزب وأهداف الكفاح التي تحققت والمهام التاريخية الكبرى التي تم إنجازها في مختلف المراحل التاريخية، ويلخص بعمق الإسهامات العظيمة التي قدمها الحزب لتحقيق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب وازدهار البلاد ورفاهية الشعب وتعزيز تطور الحضارة الإنسانية، ويلخص بعمق الحتمية التاريخية لقيادة الحزب الشيوعي الصيني وصواب الطريق الاشتراكي ذي الخصائص الصينية وتفرده، ويلخص بعمق الأهمية الأيقونية للعصر الجديد في العملية التاريخية لنهضة الأمة. ما نوع الشعار الذي يحمله؟ ما هو مكانته؟ ما أهميته؟ أعتقد أن القرار يعطي إجابة علمية. وهذا يكشف تمامًا سبب تمكن حزبنا من النجاح في الماضي وكيف يمكننا الاستمرار في النجاح في المستقبل. هذا هو "مفتاحنا الذهبي" لفهم هذا السؤال، كما أنه يعطينا الإجابة الأكثر علمية ودقة، ويكشف لغز هذا السؤال. يجب أن نعتز بالتجربة التاريخية للتمسك في الأمور العشرة التي لخصها حزبنا، والإصرار عليها لفترة طويلة، وإثراءها وتطويرها بشكل مستمر من خلال الممارسات في العصر الجديد.

ثانياً: إن تلخيص القرار للتجربة التاريخية قائم على التوحيد الفكري للحزب والسعي لخلق المستقبل. يشهد العالم اليوم تغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن من الزمان، كما أن النهضة العظيمة للأمة الصينية يمر بفترة حاسمة. إذا أراد حزبنا أن يتحد ويقود الشعب للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد وفتح آفاق جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، فإنه بحاجة إلى التفكير المتعمق في التاريخ، لفهم الموقف التاريخي واستيعاب القوانين التاريخية، وتوعية وإرشاد جميع أعضاء الحزب لفهم هوية الحزب الشيوعي الصيني وأهدافه. ومن منطلق التكامل بين الانتظام التاريخي والمبادرة التاريخية، يلخص القرار بعمق علاقة التفاعل الجدلي بين الوضع الاستراتيجي للنهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن من الزمان، وقوانينهما، ويلخص بعمق المنطق التاريخي الكبير لدخول مرحلة التنمية الجديدة وتطبيق مفاهيم التنمية الجديدة وبناء نمط التنمية الجديد، ويلخص بعمق المتطلبات التاريخية الجديدة لدفع "الترتيبات الشاملة للتكامل الخماسي" بشكل موحد، ودفع التخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة" بطريقة منسقة، في ظل الأوضاع الجديدة، ويلخص بعمق الحتمية التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ويدعو القرار كافة أعضاء الحزب لاغتنام الفرص التاريخية، والتغلب على جميع الصعوبات للمضي قدما والسعي لخلق مستقبل أفضل وتحقيق إنجازات أكبر. هذه إجابتي على هذا السؤال، شكرا لك.