استلهام الحكمة والقوة من التجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام

| | موعد الأصدار:2022-11-30

استلهام الحكمة والقوة من التجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام

معهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني

 

تتعلق الكلمة المهمة التي ألقاها الأمين العام شي جين بينغ في حفل افتتاح الدورة الدراسية للكوادر القيادية الرفيعة على مستوى المقاطعة والوزارة حول موضوع دراسة وتطبيق روح الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، بخمس مسائل نظرية رئيسية من زاوية الوضع العام بشأن تطوير قضايا الحزب والدولة وهي: شرح معمق لتعزيز صيننة الماركسية وتكييفها مع العصر، وتعامُل مع التناقضات الاجتماعية الرئيسية والمهام المحورية بشكل صحيح، وإيلاء أهمية لقضايا الإستراتيجيات والتكتيكات، وحفاظ الحزب الشيوعي الصيني على ثبات لونه الماركسي، وتعزيز دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به بشكل منتظم ولمدة طويلة. وتتحلى الكلمة المهمة للأمين العام بالتحكم الإستراتيجي والأفق الواسع والدلالة المستفيضة، التي تربط بين التاريخ والواقع والمستقبل، وتوفر دليلا علميا لإرشاد الجموع الغفيرة من أعضاء الحزب وكوادره والجماهير للتمسك بدراسة روح الدورة الكاملة وإجادة فهم التجارب التاريخية في مسيرة كفاح الحزب الممتد لمائة عام والاستفادة منها بشكل أفضل. وذلك يتصف بمغزى بالغ الأهمية بالنسبة لإحراز انتصار جديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

1. يشكل تاريخ الحزب الممتد لقرن من الزمان تاريخ الدعم المستمر لصيننة الماركسية وتكييفها مع العصر. ومن الضروري تعميق الفهم للأهمية الحاسمة بشأن إقرار الحزب مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواة للجنة الحزب المركزية وللحزب كله ومكانة أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بوصفها مرشدا، والتمسك بـ"صون أمرين"، والتمسك باستخدام أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد لتسليح العقل وتوجيه الممارسة وتعزيز العمل بوعي.

وتعد الماركسية أيديولوجيا مرشدا أساسيا لبناء الحزب وتأسيس الدولة، ونهوض الحزب وتقوية الدولة. والنظرية العلمية الماركسية ليست عقيدة ولكنها دليل للعمل. ويتوجب تطويرها جنبا إلى جنب مع تطوير الممارسة، ولا يمكن ترسيخ جذورها في الصين إلا من خلال الصيننة، ولا يمكن غرس جذورها في أعماق الشعب إلا من خلال التوطين.

وتساءل الأمين العام شي جين بينغ وأجاب بعمق بقوله: "لماذا يقدر الحزب الشيوعي الصيني على ذلك؟ ولماذا تزدهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؟ الجواب في نهاية التحليل هو كفاءة الماركسية. وترجع قدرة الماركسية إلى مواصلة الحزب في مسيرة صيننة الماركسية وتكييفها مع العصر واستخدامها لتوجيه الممارسة." وهذه نتيجة عميقة مستخلصة من تاريخ الحزب الممتد لقرن من الزمان. ومنذ يوم ميلاده، ظل الحزب الشيوعي الصيني يتمسك برفع راية الماركسية عاليا بوضوح، وفي طريق تقدمه إلى الأمام، ظل يتمسك أيضا بإيمانه الراسخ بالماركسية بثبات لا يتزعزع سواء في أوقات الرخاء أو الشدة. وإذا نظرنا إلى الوراء في طريق الكفاح، نجد أن الحزب تمسك بتحرير الفكر مع ضمان البحث عن الحقيقة استنادا إلى الوقائع، وتعزيز الجوهر الحيوي والالتزام بالمبادئ مع الحفاظ على النزاهة والابتكار، ومواصلة شق منزلة جديدة للماركسية، وأوجد أفكار ماو تسي تونغ، وتحقيق أول قفزة تاريخية لصيننة الماركسية، وصاغ نظرية دنغ شياو بينغ، وشكّل أفكار "التمثيلات الثلاثة" المهمة ومفهوم التنمية العلمية والنظام النظري للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتحقيق قفزة جديدة لصيننة الماركسية.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، ظل الشيوعيون الصينيون بزعامة الرفيق شي جين بينغ بصفته ممثلا رئيسيا لهم ملتزمين بالدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية والواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة، ومتمسكين بأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" المهمة ومفهوم التنمية العلمية، حيث استخلصوا بعمق الخبرات التاريخية منذ تأسيس الحزب واستفادوا منها بصورة مستفيضة، وانطلقوا من الواقع الصيني الجديد، وبلوروا أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، التي حققت قفزة جديدة في صيننة الماركسية. وأبدع الأمين العام شي جين بينغ، وباعتباره رجل دولة ماركسيا وفيلسوفا واستراتيجيا، بشجاعته النظرية غير العادية وحكمته السياسية البارزة وإحساسه العالي بالرسالة والمسؤولية ونزاهته ونقائه الفطريين المتمثلة في "لن أملك ذاتي ولن أخيب آمال الشعب"، بإبداع نظري جديد يتحلى بمغزى رائد، وإسهام بشكل حاسم في إظهار دور هذه الأفكار الحاسم.

- نُشر كتاب ((حوليات الأحداث المهمة خلال مائة عام من صيننة الماركسية ’1921-2021‘))، الذي أعده معهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في مايو 2022. ويتبنى هذا الكتاب شكل التسلسل الزمني ويستخدم وثائق كافية ووافية لتعكس بشكل شامل الجودة النظرية والخبرات القيمة لصيننة الماركسية التي تربطها سلسلة النسب وتتقدم مع الزمن. ويسهم الكتاب في تسليح العقل للجموع الغفيرة من أعضاء الحزب وكوادره والجماهير، وفي توجيه الممارسة وتعزيز العمل وتقوية الوعي الفكري والسياسي والعملي للأعمال بأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.


وتعتمد أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على الممارسة العملية الصينية، وتتجذر في أرض الصين. وقد أصبحت مثالا ساطعا للتمسك بـالدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية والواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة بإسهاماتها الأصلية الكبيرة ودلالتها النظرية الوفيرة وثقتها الذاتية القوية بالثقافة وممارستها العملية الحيوية وخصائصها النظرية المميزة. وقد فكَّر الأمين العام شي جين بينغ بعمق وقيَّم علميا سلسلة من المسائل النظرية والتطبيقية المهمة بشأن تطوير قضايا الحزب والدولة في العصر الجديد، وطرح سلسلة من المفاهيم والأفكار والإستراتيجيات الجديدة الأساسية حول إدارة شؤون الدولة، بما فيها ماهية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي يتعين التمسك بها وتطويرها وكيفية التمسك بها وتطويرها في العصر الجديد، وماهية الدولة الاشتراكية الحديثة القوية التي ينبغي بناؤها وكيفية بنائها، وماهية الحزب الماركسي الذي يتولى الحكم لفترة طويلة يلزم بناؤه وكيفية بنائه وغير ذلك من المواضيع العصرية العامة، وتعميق الإدراك لقانون ممارسة الحزب الشيوعي السلطة وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري برؤية جديدة. وتتجذر أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد في التربة الخصبة للثقافة الصينية، وتدمج بين الجوهر الأيديولوجي للماركسية والخصائص الروحية للثقافة الصينية لتستمد بشكل كامل بلورة حكمة تاريخ الأمة الصينية الممتد لأكثر من خمسة آلاف سنة والمفعمة بالنكهة الصينية القوية والمشاعر الصينية العميقة وروح الأمة الجسورة التي تتحلى بقوة اختراق تاريخية وجاذبية ثقافية وجاذبية روحية قوية.

وقد أثبتت الممارسات تماما أن أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد هي الماركسية الصينية المعاصرة، وماركسية القرن الحادي والعشرين، وبلورة عصرية للثقافة الصينية والروح الصينية. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، حُققت منجزات تاريخية وأُحدِثت تغييرات تاريخية بشأن قضية الحزب والدولة، ويكمن جوهرها في التمسك بإقرار الحزب مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواة للجنة الحزب المركزية وللحزب كله، والاسترشاد العلمي بأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وأشار القرار التاريخي الثالث للحزب إلى أن "صون أمرين" يتحلى بمغزى بالغ الأهمية بالنسبة لتطوير قضية الحزب والدولة في العصر الجديد ودفع العملية التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. وقد أُثبتت صحة هذا الاستنتاج التاريخي المهم والتقدير السياسي الجليل من خلال الممارسة العظيمة منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وستتضح مزاياه أكثر جلاء مع مرور الوقت.

ويقول مثل صيني "تنظر الجبال الشامخة إلى القمة الرئيسية، وينظر البحر اللامحدود إلى المنارة". ومن الضروري تعميق إدراك الأهمية الحاسمة لـ"صون أمرين"، وترسيخ الثقة ودوام الإخلاص والحفاظ الحزيم على النواة القيادية، والتحمل بوعي للمهمة السياسية الرئيسية لدراسة وتطبيق أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والتحسين المستمر للقدرة على استخدام النظرية المبتكرة للحزب في العصر الجديد للاستجابة للتحديات الكبرى ومقاومة المخاطر الكبرى والتغلب على العقبات الكبرى وحل التناقضات الكبرى، وتحويل النظريات العلمية إلى قوة جبارة من أجل تحقيق حلم الصين المتمثل في إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية.

2. تاريخ الحزب الممتد لقرن من الزمان هو تاريخ التعامل مع التناقضات الرئيسية في المجتمع بشكل صحيح والسعي الدؤوب لأداء المهام المركزية. يجب على الكوادر التمسك بفلسفة تنموية تتمحور حول الشعب، وتطبيق مفاهيم التنمية الجديدة، وتشكيل نمط جديد من التنمية، ودفع التنمية العالية الجودة، وتعزيز التنمية البشرية الشاملة، وإحراز تقدم جوهري أكثر وضوحا بشأن تحقيق الرخاء المشترك للشعب كله.

ويقول مثل صيني "إذا أمسكت بالحبل الرئيسي لشبكة الصيد، فستكون منتشرة بشكل طبيعي؛ وإذا أمسكت بجذر الأمر، فسيتبعه الباقي بشكل تلقائي." إن استيعاب التناقضات الرئيسي والمهام المحورية لريادة الأعمال الشاملة هو المتطلبات الداخلية للديالكتيك المادي، وهو أيضا أسلوب التفكير والعمل الذي يثابر الحزب الشيوعي الصيني على الدعوة إليه والتمسك به دائما.

وقال الأمين العام شي جين بينغ إن "مسيرة كفاح الحزب الممتدة لمائة عام تخبرنا أن ما إذا كان بإمكان قضية الحزب والشعب التقدم في الاتجاه الصحيح، يعتمد على ما إذا كان بإمكاننا إدراك واستيعاب التناقضات الاجتماعية الرئيسية وتحديد مهمة محورية بشكل دقيق." وخلال فترة الثورة الديمقراطية الجديدة، أدرك الحزب بعمق أن التناقض الرئيسي في المجتمع الصيني الحديث هو التناقض بين الإمبريالية والأمة الصينية، والتناقض بين الإقطاعية وجماهير الشعب. ومن أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، يتعين الكفاح ضد الإمبريالية والإقطاعية. وخلال فترة الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي، أشار المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي الصيني إلى أن التناقض الرئيسي في البلاد هو التناقض بين احتياجات الشعب للتنمية السريعة اقتصاديا وثقافيا والوضع الحالي المتمثل في عدم قدرة الاقتصاد والثقافة الحالية على تلبية احتياجات الشعب. وتتمثل المهمة الرئيسية للشعب بأكمله في التركيز على تطوير القوى الإنتاجية الاجتماعية، وتحقيق التصنيع في البلاد، وتلبية الاحتياجات المادية والثقافية المتزايدة للشعب بشكل تدريجي. وخلال الفترة الجديدة من الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي، أوضح الحزب أن التناقض الاجتماعي الرئيسي في البلاد هو التناقض بين الاحتياجات المادية والثقافية المتزايدة للشعب والإنتاج الاجتماعي المتخلف. وحل هذه التناقضات الرئيسية بمثابة مهمة الحزب المحورية مع طرح اقتراح لإنجاز هدف بناء مجتمع رغيد الحياة.

وتماشيا مع دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، انطلاقا من الإنجازات العظيمة التي تحققت منذ تأسيس الصين الجديدة، وخاصة منذ الإصلاح والانفتاح، فقد تحول التناقض الاجتماعي الرئيسي في البلاد إلى تناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية. وقال الأمين العام شي جين بينغ إن "التغير في التناقضات الرئيسية لمجتمع بلادنا في العصر الجديد، على الرغم من أنه لا يغير تقديرنا على المرحلة التاريخية للاشتراكية في بلادنا، ولكن هذا التغير تاريخي ويتعلق بالوضع الكلي، واستيعاب الميزة الجديدة المتمثلة في التنمية غير المتوازنة ولا الكافية في بلادنا." وثمة العديد من العوامل التي تؤثر على تلبية حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة، ولكن المشكلة الرئيسية هي التنمية غير المتوازنة ولا الكافية، وتنشأ المشاكل الأخرى نتيجة لذلك في نهاية المطاف أو مشتقة منه. وفقط من خلال التركيز على حل مشكلة التنمية غير المتوازنة ولا الكافية على أساس المواصلة في تعزيز التنمية، يمكن للبلاد استيعاب مفتاح تلبية حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة جميلة، وتحقيق القفزة الشاملة في مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع اختراقات رئيسية.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، أدركت اللجنة  المركزية للحزب وفي نواتها الرفيق شي جين بينغ بعمق الخصائص والمتطلبات الجديدة التي أحدثتها التغييرات في التناقضات الرئيسية في المجتمع الصيني، ويجب التمسك بفلسفة تنموية تتمحور حول الشعب، واستيعاب مرحلة التنمية الجديدة بدقة، وتطبيق الفكر التنموي الجديد بصورة كاملة وسديدة وشاملة، والإسراع في تشكيل نمط جديد من التنمية، ودفع التنمية العالية الجودة، وخوض المعارك الصعبة الثلاث المتمثلة في منع وإزالة المخاطر الكبرى الظاهرة والمحتملة في حينها والتخفيف من حدة الفقر بدقة والوقاية من التلوث والسيطرة عليه، وتنفيذ إستراتيجيات النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم بحزم، فضلا عن إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، وإستراتيجية التنمية الإقليمية المنسَّقة، وإستراتيجية الإحياء الريفي وغيرها من الإستراتيجيات الرئيسية الأخرى، وتطوير الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، وإنشاء نمط من الحوكمة الاجتماعية المتصفة بالتشارك والإدارة المشتركة والتنافع، وأخذ تعميق الإصلاحات بشكل شامل مع تعزيز الإنصاف والعدالة الاجتماعيين وتحسين رفاهية الشعب كنقطة الانطلاق والهدف النهائي، وإطلاق سلسلة من الإجراءات المهمة في جوانب مختلفة مثل توزيع الدخل والتوظيف والتعليم والضمان الاجتماعي والطب والصحة والأمن الغذائي وسلامة الإنتاج والأمن العام الاجتماعي وغيرها. ومن خلال جهود دؤوبة، شرع اقتصاد البلاد في السير على طريق تنمية أعلى جودة وأكثر كفاءة وعدلا واستدامة وأمانا، وتعزز التوازن والتنسيق والاستدامة في التنمية بشكل كبير، وزاد إحساس الشعب بالكسب والسعادة والأمان بشكل معمق.

وفي مواجهة التناقضات المعقدة والمهام الشاقة في الطريق إلى الأمام، ينبغي تطبيق فلسفة تنموية تتمحور حول الشعب بشكل أفضل، ووضع تحقيق الرخاء المشترك للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب في موقع أكثر أهمية، واتخاذ خطوات راسخة وبذل جهود حثيثة من أجل تحقيق هذا الهدف؛ ومواصلة الارتباط على نحو وثيق بالأعمال الرئيسية للحزب والدولة، والتخطيط الموحد لدفع الترتيبات الشاملة لـ"التكامل الخماسي" (البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي)، والدفع المتناسق للتخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة" (إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل)، والسعي لتحقيق التعزيز المتبادل والتنمية الشاملة في جميع مجالات وجوانب التحديث الاشتراكي؛ ورفع جودة التنمية ومنافعها بقوة، بغية تلبية احتياجات الشعب المتزايدة في الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع والبيئة وغيرها من المجالات بشكل أفضل، ودفع التنمية البشرية الشاملة والتقدم الشامل للمجتمع على نحو أفضل.

3. تاريخ الحزب الممتد لقرن من الزمان هو تاريخ الفوز بالمبادرات التاريخية والتغلب على المخاطر والتحديات وإحراز النصر في المعارك واحدة تلو أخرى بالإستراتيجيات والتكتيكات الصحيحة. ومن الضروري تقوية التفكير والصلابة الإستراتيجيين، ووضع المصالح الأساسية للبلاد دائما في الأذهان، وتقوية الوعي والالتزام بأهمية تطبيق نظريات الحزب الشيوعي الصيني وخطوطه ومبادئه وسياساته.

وتعد القضية الإستراتيجية قضية جوهرية بالنسبة إلى حزب سياسي ودولة. وأشار الأمين العام شي جين بينغ بعمق إلى ذلك بقوله: "إذا كان التقدير الإستراتيجي دقيقا والتخطيط الإستراتيجي علميا والفوز بالمبادرة إستراتيجيا، فستكون قضية الحزب والشعب لها أمل كبير".

وطالما أولى الحزب أهمية كبيرة لاستيعاب وإدراك وتحليل القضايا التاريخية الجسيمة وتقديرها من منظور إستراتيجي، وصياغة الإستراتيجيات والتكتيكات السياسية الصحيحة، فسيشكل ذلك ضمانة قوية للحزب لتجاوز المخاطر والتحديات التي لا حصر لها ومواصلة إحراز انتصارات في المعارك واحدة تلو أخرى. ومن صياغة البرنامج الأعلى والأدنى منذ بداية تأسيس الحزب، إلى اندلاع شرارة الثورة الصينية يجب أن تقسم إلى خطوتين، من شق الطريق الثوري الصحيح المتمثل في "تطويق المدن من الريف والاستيلاء على السلطة السياسية بالقوات المسلحة" أثناء فترة الحرب الثورية الزراعية؛ إلى بناء الجبهة المتحدة الوطنية المناهضة لليابان وصياغة وتنفيذ السياسة الشاملة الإستراتيجية للحرب المطولة ومجموعة كاملة من الاستراتيجيات والتكتيكات للحرب الشعبية أثناء فترة حرب مقاومة العدوان الياباني، ومن ترسيخ سياسة إستراتيجية "التنمية إلى الشمال والدفاع إلى الجنوب" والتحول تدريجيا من الدفاع النشط إلى المهاجمة الإستراتيجية أثناء فترة حرب التحرير؛ إلى طرح الخط العام للمرحلة الانتقالية وإنشاء النظام الاشتراكي وشن حملة البناء الاشتراكي بطريقة شاملة على نطاق واسع أثناء فترة الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي، إلى وضع إنشاء الخط الأساسي "مركز واحد ونقطتان أساسيتان" في المرحلة الابتدائية من الاشتراكية وصياغة إستراتيجية تنموية مكونة من "ثلاث خطوات" بعد الإصلاح والانفتاح، الخ. ويمكن القول إن تاريخ الحزب هو تاريخ إستراتيجي. ونشأ الحزب تدريجيا من صغير إلى كبير، ومن ضعيف إلى قوي، ويوحّد الحزب الشعب الصيني ويقوده في السير على طريق تحقيق القفزة العظيمة للأمة الصينية والازدهار والرخاء بشكل مستمر، وتحول من تدهور الوضع المستمر في العصر الصيني الحديث إلى التغيير الجوهري لمصيرها. وتُعزى كل هذه المآثر إلى قدرة الحزب على تحليل آلية التطور واستكشاف القوانين التاريخية من التاريخ الطويل وتيار العصر والوضع العالمي، وطرح الاستراتيجيات والتكتيكات الملائمة، وتعزيز منهجية وإمكانية التنبؤ والابتكار في أعماله.

 يتكون فريق الإعلام لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد في مدينة تشيويتشو بمقاطعة تشجيانغ، من مجموعات من شباب ولدوا بعد ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. ويتواجدون في المؤسسات والمناطق الريفية والدوائر الحكومية وأحرام المقرات الجامعية والمجمعات السكنية وغرف البث المباشر على الإنترنت وغيرها، ويستخدمون وجهات نظر وأساليب تعبير الشباب لتفسير ونشر نظريات الحزب المبتكرة، وحظي ذلك بإشادة على نطاق واسع.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، عمل الأمين العام شي جين بينغ على التنسيق بين الوضع الإستراتيجي العام للنهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن من الزمان، وطرح سلسلة من الأفكار الإستراتيجية الرئيسية ذات الأصالة وبعد النظر، ووضع سلسلة من التخطيطات الإستراتيجية المهمة، التي تهم أساس البلاد وتنميتها على المدى الطويل، مع تخطيطه بنشاط للإصلاح والتنمية والاستقرار، ورؤيته الواسعة النطاق للشؤون الداخلية والخارجية والدفاع الوطني، وجرأته على دعم حكم الحزب والدولة والجيش. وباعتبارها المحتوى الأساسي لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، فإن "عشرة محدِدات" تجسد الأفكار الإستراتيجية الرئيسية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد. وفي مواجهة التغيرات العالمية والعصرية والتاريخية، والبيئة الخارجية المضطربة، والمهام الشاقة النادرة في العالم وغير المسبوقة في التاريخ، والعديد من التحديات الخطيرة، قاد الأمين العام شي جين بينغ الحزب بأكمله لمواجهة الصعوبات بشجاعة إستراتيجية جبارة، وسعى جاهدًا للتغلب على التحديات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والاجتماعية والدولية والطبيعية وغيرها، والاستجابة بشكل فعال لسلسلة من أزمات "البجعة السوداء" و"وحيد القرن الرمادي"، وحماية سيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية بشكل فعال، مما يُظهر رؤية إستراتيجية بعيدة النظر وصلابة إستراتيجية راسخة وبصيرة إستراتيجية لمعرفة التفاصيل وقدرة قوية على تنفيذ الإستراتيجيات. وهذه قوة قيادة إستراتيجية! وقد أثبتت الممارسة العظيمة منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني بشكل كامل أن قوة القيادة هي الشرط الأكثر أهمية في مواجهة المنعطفات والتحديات التاريخية الجسيمة، وتؤدي قوة اللجنة المركزية للحزب في إصدار الأحكام واتخاذ القرارات والممارسات دورا حاسما. وطالما حافظنا دائما على "الوعي بأربعة أمور"، وترسيخ "الثقة الذاتية في أربعة جوانب"، والتمسك بـ"صون أمرين"، سنكون قادرين على الحفاظ على الاتجاه الإستراتيجي الصحيح بعد مرور الاضطرابات الموجعة.

والإستراتيجية هي إصدار الأحكام واتخاذ القرارات من الوضع العام والطويل الأجل، وتتطلب الإستراتيجية الصحيحة تنفيذ التكتيكات الصحيحة، وتخدم التكتيكات الإستراتيجية في ظل التوجيه الإستراتيجي. وأكد الأمين العام شي جين بينغ أنه من الضروري الدمج بين ثبات الإستراتيجية ومرونتها؛ ولا بد التخطيط بشكل إستراتيجي، ولكن أيضا لاتخاذ قرارات جيدة في النقاط المحورية. ويتجنب المزيج العضوي من الصلابة الإستراتيجية والحيوية التكتيكية "الحديثَ الفارغ عن الأهداف الطويلة المدى" و"الافتقار إلى الإجراءات الملموسة"، كما يتجنب قصر النظر المتمثل في "دفع عربة النقل دون النظر إلى الطريق"، مما يؤدي دورا مهما في التنمية الطويلة الأجل والمستقرة لقضية الحزب.

وفي الوقت الحاضر، حددت الأوضاع والمهام التي تواجه الحزب والدولة متطلبات جديدة وأعلى للكوادر القيادية على جميع المستويات لإدراك وتطبيق إستراتيجيات الحزب وتكتيكاته بعمق. ومن أجل دراسة وإدراك إستراتيجيات الحزب وتكتيكاته بعمق، يكمن الشيء الأكثر أهمية في مواصلة إتقان وإجادة وتطبيق أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في عصر جديد، والتعمق في دراستها والبحث عن حقيقتها ووضعها في الاعتبار؛ ومن اللازم تطبيق إستراتيجية الحزب وتكتيكاته بشجاعة وإخلاص، والتحلي بالوعي ضمن صفوف المؤمنين الراسخين والممارسين المخلصين لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في عصر جديد، والمقاربة بوعي بنظريات الحزب وخطوطه ومبادئه وسياساته، ومعايرة الانحرافات في وقت مناسب؛ ويتعين البراعة في أداء الأعمال وإنجازها للتمسك بإستراتيجية الحزب وتكتيكاته، والبراعة في أداء القرارات الإستراتيجية التي تتخذها اللجنة المركزية للحزب في ممارسة تخطيط أفكار العمل، وصياغة سياسات محددة، ونشر مهام العمل، ودفع ممارسة مختلف المهام بالعمل الجاد والانهماك فيه.

4. إن تاريخ الحزب الممتد لقرن من الزمان هو تاريخ الجرأة على الثورة الذاتية والحفاظ على طابعه الحقيقي كحزب ماركسي. وينبغي الإدراك العميق للمتطلبات السياسية للسياسة الإستراتيجية في إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل، وقيادة الثورة الاجتماعية العظيمة من خلال ثورة ذاتية عظيمة، والتأكد من دوام قيادة الحزب الشاملة القوية لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

والجرأة على الثورة الذاتية هي علامة مميزة للحزب الشيوعي الصيني تميزه عن الأحزاب السياسية الأخرى. وأكد الأمين العام شي جين بينغ أنه على مدار مائة عام من النضال، قاد الحزب الشعبَ لتحقيق إنجازات عظيمة الواحد تلو الآخر، وتغلب على الصعوبات والعقبات واحدة تلو الأخرى، وظل قويا ونشطا بعد آلاف المحن والمصاعب، ونال الدعم والتأييد من جماهير الشعب، ويكمن سر النجاح في جرأته على مواجهة المشاكل الخاصة به والثورة الذاتية، ومحافظته دائما على طبيعته المتقدمة ونقائه، وتعزيزه باستمرار إبداعه وتماسكه وفعاليته القتالية وطابعه الحقيقي كحزب ماركسي إلى الأبد.

ويعكس تاريخ الحزب الطويل الممتد لمائة عام روح الثورة الذاتية لديه. ومن حيث التوجيه الإيديولوجي، فإن محاربة أخطاء اليسار واليمين هي ثورة ذاتية، وإن حل المشاكل العالقة مثل الأيديولوجية والسياسة والتنظيم وأسلوب الحزب غير النقي من خلال تقويم أساليب العمل وتقوية المنظمة الحزبية هو ثورة ذاتية، وإن دفع بناء أسلوب الحزب والحكومة النزيهة ومكافحة الفساد إلى الأمام بثبات لا يتزعزع هي أيضا ثورة ذاتية. وينص القرار التاريخي الثالث للحزب بوضوح على أن "عظمة الحزب لا تكمن في عدم ارتكاب الأخطاء، بل في عدم الامتناع عن معالجة الأمراض، والقيام بنشاط بالنقد والنقد الذاتي، والجرأة على مواجهة المشاكل وجهاً لوجه، والجرأة على القيام بثورة ذاتية." وتظهر مسيرة نضال الحزب على مدى مائة عام بشكل كامل أن تأسيس حزب سياسي ماركسي متقدم لم يكن عفويا، بل يُحسن من خلال الثورة الذاتية المستمرة" وظل الحزب الشيوعي الصيني مفعما بالحيوية بعد قرن من التقلبات، ويكمن سره دائما في التمسك بالحقيقة وتصحيح الأخطاء.

وعند ترؤسه جلسة الدراسة الجماعية الـ40 للمكتب السياسي للجنة الحزب المركزية التاسعة عشرة، أكد الأمين العام شي جين بينغ على أن الجرأة على للثورة الذاتية هي طابع مميز صقل الحزب خلال مسيرة كفاحه الممتد لمائة عام. وفي حقب تاريخية مختلفة، ظل الحزب متمسكا بإدارة الحزب بانضباط صارم. ومع دخول العصر الجديد، طرح الحزب سلسلة من المفاهيم والأفكار والإستراتيجيات الجديدة لدعم مكافحة الفساد، وأُدرجت إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل ضمن التخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة" ، واُستكشفت سبل فعالة للاعتماد على الثورة الذاتية لتجنب مآلات قانون الدورة الحتمية التاريخية. ومن خلال الكفاح غير المسبوق ضد الفساد والتمسك بأسلوب الحزب والحكومة النزيهة، وحظي الحزب من خلال المبادرة التاريخية المتمثلة في محافظته على الارتباط بجماهير الشعب ارتباط الدم باللحم بدعم الشعب المخلص وتضامن واتحد الحزب كله على مستوى عال، ليمضي قدما في طليعة العصر وقيادة الشعب لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، تحدث الأمين العام شي جين بينغ مرارا وتكرارا عن مسألة تفادي مآلات قانون الدورة الحتمية التاريخية. وهذه قضية رئيسية تتعلق بالإنجازات العظيمة للحزب في المستقبل، وتعتبر مفتاحا يقرر حياة الحزب وموته ونجاح أو فشل النظام الاشتراكي في البلاد. ويمتاز الحزب الشيوعي الصيني بتاريخ طويل وحجم كبير وممارسة السلطة لفترة طويلة، فكيف يمكنه تجنب مآلات قانون الدورة الحتمية التاريخية من نهوض وسقوط؟ قدم الرفيق ماو تسي تونغ الإجابة الأولى في كهف يانآن، وهي "فقط يسمح للشعب بالرقابة على الحكومة، فلن تجرؤ على الاسترخاء"؛ بعد مائة عام من الكفاح، وخاصة الممارسة الجديدة منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، قدم الحزب إجابة ثانية، وهي الثورة الذاتية. والسبب في ثبات الإجابتين بمرور الوقت هو أن الحزب كان يمثل دائما المصالح الأساسية لأكبر عدد من الجماهير وليس لديه مصالح خاصة به. و"لا أنانية، فسيصبح العالم نزيها." وبسبب الإيثار يمكن لكوادر الحزب التحلي بالشجاعة والرغبة والإجادة في قبول رقابة الشعب، ويمكنهم التمسك بروح المادية الشاملة وفحص أنفسهم باستمرار والتفكير في ماضيهم والتخلص من مجاراة جميع مجموعات المصالح والجماعات القوية والطبقات ذات الامتيازات، ومواجهة أولئك من هم في الحزب الذين أرغموا على ارتكاب أخطاء من هذه المجموعات والجماعات والطبقات.

ويُظهر التاريخ والواقع أنه ليس من السهل على حزب ماركسي الاستيلاء على السلطة، بل إنه من الأصعب توطيد السلطة وتحقيق حكم طويل الأمد. والسبب في ذلك أنه في ظل ظروف الحكم الطويلة الأمد، ثمة عوامل مختلفة دائما تضعف من الطبيعة المتقدمة للحزب وتضر بنقائه، وتزعزع مختلف الأخطار التي تنتهك غاية الحزب الأصلية ورسالته وأساسه في كل مكان. وقال إنجلز، "إن حركة البروليتاريا لا بد أن تمر بمراحل مختلفة من التطور؛ في كل مرحلة يبقى جزء من الناس لم يعد متقدما." وهناك العديد من العوامل التي تسبب "البقاء وعدم المضي قدما"، وتمييع المثل والمعتقدات، ونسيان الغاية الأصلية وعدم التذكر للرسالة وخاصة فقدان الروح الثورية الذاتية هي الأسباب الرئيسية. واستعرض تاريخ الحزب، من تحذير الرفيق ماو تسي تونغ إلى الحزب بأكمله من "ضرورتين" عشية تأسيس جمهورية الصين الشعبية، إلى دعوة الحزب بأكمله للحفاظ على الحماس الثوري للحزب مثل فترة الحرب الثورية الماضية والقيام بالعمل الثوري حتى النهاية بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وبعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، ذكّر الأمين العام شي جين بينغ الحزب بأكمله بأنه "ليس من السهل الاستعداد لمواجهة الخطر في أوقات السلم والحفاظ على الحالة الذهنية للعمل الجاد في الأيام الأولى لريادة الأعمال. وليس من السهل التمسك بروح التوفير وضبط النفس، وعندما يوشك الأمر على الانتهاء، ولا يزال التمتع بالنشاط نفسه مثل كان في البداية، وليس من السهل إدارة الموظفين الحكوميين بالانضباط الصارم ومكافحة الفساد وتجنب الإسراف خلال أوقات السلام، وفي مفترق التغييرات الكبرى، وليس من السهل التكيف مع التيار التاريخي وإرادة الشعب،" وقال: "لا تفقدوا الروح الثورية والروح النضالية في الهتافات والإشادات"، مما يعكس وعي الشيوعيين الصينيين حيال الأخطار المحتملة والثابت بشأن ما إذا كان بإمكانهم الحفاظ على روح الثورة الذاتية إلى الأبد، كما يظهر أيضا أن الجرأة على الثورة الذاتية هي موضوع أبدي يجب على الأحزاب الماركسية أن تجيب عليه باستمرار.

وأصعب شيء على حزب سياسي هو أن يمر بتقلبات تاريخية دون تغيير الغاية الأصلية، وأن يظل وفيا للونه الحقيقي بعد اجتياز كافة المشقات والمتاعب. وفي الجلسة العامة الثانية للدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، شدد الأمين العام شي جين بينغ على أهمية الوعي بالأخطار المحتملة في نهاية خطابه حيث قال: "باختصار، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب، يجب علينا الاستعداد للخطر في أوقات السلام، وأن نكون دائما متيقظين لما إذا كان الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب سيحول حزبنا إلى عجوز متهالك موبوء بالأمراض." وفي السير الجديد على طريق خوض الامتحان، ويتعين أن نكون واضحين بشكل خاص وحازمين في القضية الأساسية المتمثلة في لمن نحكم، ولمن نمارس السلطة، ولمن نبحث عن المكاسب، ومواصلة إزالة جميع العوامل التي تضر بطابع الحزب المتقدم ونقائه وجميع الفيروسات التي تضعف جسمه السليم، بغية ضمان عدم تدهور الحزب وتغيير لونه والحفاظ على طبيعته، وضمان أن يصبح الحزب على الدوام نواة قيادية قوية في العملية التاريخية للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد.

5. إن تاريخ الحزب الممتد لقرن من الزمان هو تاريخ يركز على تلخيص التاريخ وتعلمه وتطبيقه وخلقه. ومن الضروري أن تفهم الكوادر بعمق الاعتبارات الإستراتيجية الرئيسية لتعزيز دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به بشكل منتظم ولمدة طويلة، ولا تنسى معاناة الأمس ومجدها، وتكون جديرة بالوفاء بمهمتنا وتحمل مسؤوليتها اليوم، وعدم تخييب حلم الغد العظيم، باتخاذ التاريخ كمرآة وخلق المستقبل.

إن تاريخ الحزب هو الكتاب المدرسي الأكثر حيوية وإقناعًا. وأكد الأمين العام شي جين بينغ بقوله: "إذا أخذنا التاريخ كمرآة، يمكننا معرفة التقلبات التاريخية. وينبغي علينا استخدام التاريخ كمرآة لعكس الواقع ومن ثم استشراف المستقبل. ومن مسيرة كفاح الحزب الممتد لمائة عام، يمكننا إدراك سبب نجاحنا في الماضي بوضوح وكيف يمكننا مواصلة إحراز النجاح في المستقبل. وخلال المسيرة الجديدة، سنكون أكثر تصميما ووعيا لتذكر غايتنا الأصلية وخلق مستقبل أفضل."

في مرج نايرنجر بمدينة هامي في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، يوجد "فريق خدمة على ظهور الخيل"، الذي شكله مركز شرطة تشيانشان الحدودية في مفرزة إدارة الحدود في هامي التابعة لمحطة التفتيش الحدودية في شينجيانغ. ومن إيصال القانون إلى الباب إلى الإعلان عن السياسات لإفادة الشعب، ومن تسيير الدوريات في المناطق الرعوية إلى الإنقاذ في حالات الطوارئ، وضع فريق الخدمة هذا شعار "أفعل أشياء عملية لجماهير الشعب" موضع التنفيذ.

وظل الحزب الشيوعي الصيني يولي أهمية كبيرة لتلخيص التجربة التاريخية. وفي منعطف الكفاح من أجل النصر النهائي في حرب مقاومة العدوان الياباني، أقرت الدورة الكاملة السابعة الموسعة للجنة المركزية السادسة للحزب ((قرار بشأن العديد من القضايا التاريخية))، الذي لخص تاريخ الحزب وتجاربه دروسه المستفادة منها بعد تأسيس الحزب، وخاصة الفترة من الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية السادسة للحزب إلى فترة قبل انعقاد مؤتمر تسونيي، وتوصل إلى استنتاج حول العديد من القضايا التاريخية المهمة، وجعل الحزب بأكمله، وخاصة كوادره الكبيرة، تتوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا الأساسية للثورة الصينية، وعزز وحدة الحزب بأكمله، وخلق الظروف الكافية لانعقاد المؤتمر الوطني السابع للحزب بنجاح، وعزز بشكل فعال تنمية القضية الثورية للصين. ومع دخول حقبة جديدة من الإصلاح والانفتاح، أصدرت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني ((قرار بشأن بعض القضايا التاريخية للحزب منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية))، واستعرض القرار تاريخ الحزب قبل تأسيس الصين الجديدة، ولخص بشكل علمي التجارب التاريخية للثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي، وقيَّم بعض الأحداث والشخصيات المهمة، وخاصة أجرى تقديرا صحيحا للرفيق ماو تسي تونغ وأفكاره، وميَّز الصواب من الخطأ، وصحح وجهات النظر الخاطئة لـ"اليسار" و"اليمين"، ووحد فكر الحزب كله، ويتحلى القرار بتأثيرات بالغة على تعزيز وحدة الحزب وتطلعه إلى الأمام، وترسيخ الإصلاح والانفتاح والتحديث الاشتراكي بشكل أفضل.

وعندما المضي قدما، يجب ألا تنسى كوادر الحزب الطريق الذي سلكته؛ بغض النظر عن المدى الذي تقطعه ومدى إشراق المستقبل، ويجب ألا تنسى الماضي الذي سلكته وسبب انطلاقه. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، أخذت اللجنة المركزية للحزب وفي نواتها الرفيق شي جين بينغ دراسة تاريخ الحزب وتلخيصه باعتباره تجربة مهمة في حكم البلاد، وارتقت به إلى مكانة مهمة تتعلق بأعمال الحزب والدولة كلها. وعندما قام الأمين العام شي جين بينغ بجولاته التفقدية في المناطق المحلية، حرص على زيارة الأماكن الثورية الشهيرة والمواقع القديمة الحمراء والمواقع التذكارية التاريخية الثورية المتسمة بأهمية تاريخية بالغة للحزب الشيوعي الصيني بغية إعادة تأمُّل تلك السنوات المجيدة، وقيادة أبناء الشعب إلى أعماق التاريخ والإصغاء إلى أصدائه وكشف منطقه وتفسير انعكاساته العميقة على أعمالنا اليوم.

وقد أثبتت الممارسة بشكل كامل أنه كلما كان الإدراك الشامل للعملية التاريخية أكثر شمولا، واستيعاب القوانين التاريخية أكثر عمقا، وكلما كانت حكمة الحزب التاريخية أكثر ثراءً، واستيعاب المستقبل أكثر فاعلية. ورأس الأمين العام شي جين بينغ لجنة صياغة القرار التاريخي الثالث للحزب، وطرح سلسلة من الآراء المرشِدة الرئيسية حول تلخيص الإنجازات الرئيسية والتجارب التاريخية في مسيرة كفاح الحزب الممتد لمائة عام، وتخطيط دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به، والإدلاء بسلسلة من الأقوال المهمة حول دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به،  من أجل تشجيع الحزب بأكمله على تلقي دراسة سياسية شاملة ومتعمقة وصقل أيديولوجي تهذيب نفسي وفقا لمتطلبات دراسة التاريخ لإتقان النظرية وزيادة الثقة والسمو بالأخلاق وتوجيه الممارسة، مما أدى إلى ارتقاء الحزب كله بشأن الوعي الذاتي التاريخي والثقة الذاتية التاريخية والإبداع والتماسك والفعالية القتالية بشكل كبير.

وقال الأمين العام شي جين بينغ إنه: "لتشجيع الحزب بأكمله على تعزيز دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به، لا يكفي الاعتماد على دراسة مركزية لمرة واحدة فقط. ومن الضروري دمج دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به في الحياة اليومية والتركيز عليه بشكل متكرر." ومن الضروري تلخيص وتطبيق التجربة الناجحة في دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به، وتشكيل آلية مؤسسية تعمل بشكل دوري ولمدة طويلة، وتعزيز التلخيص والدراسة والتعليم والتوعية بتاريخ الحزب باستمرار؛ ودراسة وتطبيق روح الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، ودراسة وتنفيذ روح الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب، والإدراك العميق للأهمية الحاسمة لـ"صون أمرين"، والحفاظ بوعي على درجة عالية من الاتساق مع اللجنة المركزية للحزب باعتبار الرفيق شي جين بينغ نواتها في الأيديولوجيا والسياسة والعمل؛ وإجادة استخلاص الحكمة والقوة من مسيرة كفاح الحزب الممتد لمائة عام، وتحسين استخدام مواقف ووجهات النظر الماركسية لإدراك الوضع العام وتحليل التناقضات ومعالجتها والتعامل مع الأوضاع المعقدة، والاستفادة بشكل جيد من نظام الدراسة الجماعية لمركز الدراسة النظرية التابع للجنة الحزب (المنظمة الحزبية)، وإتقان آلية التعليم والتدريب للكوادر، وإجادة قناة الدورات المدرسية الأيديولوجية والسياسية، والاستفادة الجيدة من الموارد الحمراء، والانتفاع بشكل جيد من الآلية التي شكلها النشاط التدريبي "أفعل أشياء عملية للجماهير"، والجمع بين تعزيز دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به بشكل دوري ولمدة طويلة مع إجادة أعمال المركز، وتحويل فعالية دراسة تاريخ الحزب والتثقيف به إلى دافع وإجراءات ونتائج لريادة الأعمال. والمضي قدمًا بكل ثقة في مسيرة جديدة وإحراز الإنجازات في عصر جديد، لاستقبال انعقاد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني بأعمال ملموسة.

المصدر: مجلة ((تشيوشي)) عدد الـ13 من عام 2022



ترشيحات للقراءة

版权所有中央党史和文献研究院

建议以IE8.0以上版本浏览器浏览本页面京ICP备11039383号-6京 公网安备11010202000010